کد مطلب:240880 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:220

استعمال العدل و الإحسان مؤذن بدوام النعمة
قال الصدوق حدثنا الواحد بن محمد بن عبدوس العطار رضی الله عنه قال: حدثنا علی بن محمد بن قتیبة النیسابوری عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا - علیه السلام - یقول:

«استعمال العدل و الإحسان مؤذن بدوام النعمة، و لاحول و لاقوة إلا بالله». [1] .

قد أمر الله جل جلاله بهما قال تعالی: «إن الله یأمر بالعدل و الإحسن و إیتاء ذی القربی و ینهی عن الفحشاء و المنكر و البغی یعظكم لعلكم تذكرون». [2] و ظاهر الأمر الوجوب، و فی العدل و الإحسان تفصیل مذكور فی علم الفقه الإسلامی بین الزوجات و النفقات و قد جاء الأمر بالعدل فی قوله تعالی: «اعدلوا هو أقرب للتقوی». [3] و لاینفك العدل عن التقوی إذ هو وضع الشی ء موضعه اللازم للوقایة عن الوقوع فی المحظور بترك ما ینبغی فعله و فعل ما ینبغی تركه و لایتأتی التجنب عن ذلك إلا بأن یترك ما ینبغی تركه و یفعل ما ینبغی فعله و هو معنی العدل.

و أما الإحسان فهو مطلق ما فیه الحسن من عمل أو قول حسن لنفس المحسن أو غیره یعود نفعه إلیه أو إلی الناس و العدل أیضالا یختص بمعاملات غیر بأن لایظلمه أو ینال منه أو یتعدی فی حقوقه بل كذلك نفس العادل بأن لایظلمها أو یسلك بها إلی نار جهنم بركوب المعاصی و ترك الواجبات و اتباع الهوی، و قد وصف أمیرالمؤمنین علیه السلام قوما قال:

«عبادالله، إن من أحب عبادالله إلیه عبدا أعانه الله علی نفسه، فاستشعر الحزن تجلبب الخوف فزهر مصباح الهدی فی قلبه، و أعد القری لیومه النازل به فقرب



[ صفحه 51]



علی نفسه البعید، و هون الشدید - إلی قوله علیه السلام - قد ألزم نفسه العدل، فكان أول عدله نفی الهوی عن نفسه، یصف الحق و یعمل به، لایدع للخیر غایة إلا أمها و لامظنة إلا قصدها، قد أمكن الكتاب من زمامه، فهو قائده و إمامه، یحل حیث حل ثقله، و ینزل حیث كان منزله» [4] .

بهذا العبد یدفع البلاء و العذاب عن الناس و الا لساخت الأرض بهم، و خاصة المعصوم علیه السلام و هذه أوصاف أولیاء أهل البیت علیهم السلام فما ظنك بهم منهم زكریا بن آدم قال إنی أرید الخروج عن أهل بیتی فقد كثر السفهاء فقال له الرضا علیه السلام: «لا تفعل؛ فإن أهل قم یدفع عنهم بك كما یدفع عن أهل بغداد بأبی الحسن علیه السلام» [5] .

و كیف كان إن الآیة و الروایة مطلقتان من ناحیة متعلق العدل و الإحسان بمقاییسهما الشرعیة و العقلیة، لاكیف ما اتفقا و هما كلمتان معروفتان عند أهل الشرع و العقل، و من ذاق حلاوة العدل و الإحسان لایعدل عنها طوال الحیاة إلا فاقد العقل.



[ صفحه 52]




[1] الاختصاص للمفيد 87.

[2] النحل: 90.

[3] المائدة: 8.

[4] النهج 364 - 363/6، الخطبة 86.

[5] لاختصاص 87.

ثم لايخفي أن الحوقلة في آخر حديث الإمام الرضا عليه السلام إنما جاء بها لعلها للإشارة إلي أن العدل و الإحسان لابد أن يكونا مقرونين بذكر الله جل جلاله، و أن لايغتر العادل إذا عدل، و المحسن إذا أحسن أن ذلك بكديمينه و عرق جبينه بل بتوفيق منه تعالي أن قواه علي أن يعدل أو أن يحسن و لو لاحوله جل جلاله و قوته لما وفق لأدني شي ء منهما و غيرهما.